اخبارفنلقاءاتمشاهير

سليم بايركتار: من “قيامة أرطغرل” إلى تألقه على “كان” وجولته الفنية المقبلة

يعتبر الفنان التركي سليم بايركتار واحدًا من أبرز الوجوه التي حققت شهرة واسعة داخل تركيا وخارجها، لاسيما بعد أدواره التاريخية التي أثبت من خلالها قدرته على الغوص في الشخصيات المعقدة وإيصالها بعفوية كبيرة إلى المشاهدين.

نشأته وبداياته الفنية

وُلد سليم بايركتار في إسطنبول عام 1975، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية، قبل أن يتجه إلى معهد الفنون المسرحية. انطلقت مسيرته في المسرح والسينما المحلية بداية الألفية، ولكنه حقق انتصارًا حقيقيًا عندما لفت الأنظار بأدائه لدور (أرطغرل بي) في مسلسل “قيامة أرطغرل” الذي عُرض لأول مرة عام 2014. لم يكن دوره مقتصرًا على شخصية قوية القدرات فحسب، بل استطاع عبر نبرته الخاصة ونظراته الهادئة أن يمنح الشخصية أبعادًا إنسانية حميمة، فتفاعل مع ذلك جمهور كبير في العالم العربي وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية.

أبرز محطات أعماله
• “النهضة: السلاجقة العظام” (Diriliş: Selçuklu): عمل تاريخي ضخم، قدّم فيه بايركتار شخصية “طغرل بك” بانسجام تام بين المضمون الدرامي والحضور الوقور الذي اشتهر به، ما عزز مكانته كفنان قادر على حمل الإرث التركي أمام الكاميرا.
• “عشق قسطنطينية” (Aşk-ı Memnu Modern): تجربة رومانسية درامية مختلفة، حيث جسد شخصية شاب شغوف بالتصوير الفوتوغرافي، وأظهر جانبًا رومانسيًا لا يخلو من التوتر النفسي؛ الأمر الذي بدا انعكاسًا لتنوع أدواته التمثيلية.
• أفلام سينمائية محلية: شارك سليم في أفلام مستقلة كثيرة ركّزت على قضايا اجتماعية معاصرة، ولقيت بعضها جوائز في مهرجانات داخلية وخارجية، ما أكسبه خبرة سينمائية تُضاف إلى رصيده الدرامي.

تألّقه الأخير على السجادة الحمراء

في مهرجان كان السينمائي 2025، كان الجمهور على موعد جديد مع بايركتار، الذي ظهر بإطلالة كلاسيكية مفعمة بالثقة: بدلة رمادية داكنة مُصممة على القياس، وقميص أبيض بسيط، مزجت بين الحضور الرسمي والأناقة العفوية. لقد بدا القوام الرشيق واللحية المشذبة بشكلٍ مدروس وكأنها امتدادٌ لدوره التاريخي، فيما كانت عيناه تنظران للأفق بنظرة رجل تعوّد أن يتحمل مسؤولية أدوار كبيرة.

التقطت عدسات المصورين بايركتار وهو يحيي معجبيه بابتسامة خفيفة، ويمضي برشاقة وسط الزحام. علّق البعض على أنّ تنسيقه للحذاء اللامع مع حزام جلدي رقيق أضفى لمسة من الحداثة على البذلة الكلاسيكية، فيما أشاد آخرون بموهبته في اختيار التفاصيل البسيطة التي تُكمل مظهره دون تكلف.

مشاريع مستقبلية وخطوات قادمة

حينما غادر سليم سجادة كان وهو يلوّح لمعجبيه، تنوّه وسائل الإعلام بأنّه سيعود قريبًا إلى التصوير في مسلسل تاريخي آخر يحمل اسم “فتح القسطنطينية”، حيث سيجسّد دور أحد القادة الأتراك الذين شاركوا في الحملة الشهيرة عام 1453. وتبرز أهمية هذا المشروع لما له من طابع وطني وتاريخي، إذ سيركّز على عرض أحداث حاسمة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، وسيُعرض العمل على إحدى القنوات التركية الكبرى في خريف 2025، قبل عرضه ترجمة إلى اللغة العربية.

في المقابل، أعلن بايركتار أنّه سيتوقف لِفترة قصيرة عن التمثيل حتى ابتداء عام 2026، ليتمكّن من الانشغال بتحضير ورشة عمل تدريبية للشباب في معهد الفنون بإسطنبول، قصد نقل خبراته العملية والنظرية في التمثيل وأسرار بناء الشخصية التاريخية بشكلٍ مدروس.

بهذه الخطوات المتوازنة بين الظهور الدولي والعطاء المحلي، يثبت سليم بايركتار أنّه ليس مجرد وجه يلمع في المناسبات الفنية، بل فنانٌ واعٍ لقيمة رسالته التاريخية والإنسانية، يخطط لأدواره ومشاريعه بعقل فني مخضرم، ولا يتوانى عن الاستثمار في صناعة جيلٍ جديد من المواهب التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى